تميزت المحافظات الجبلية في منطقة جازان بأنها المصدر الرئيس لإنتاج محصول “البن الخولاني السعودي “، الذي يُعد مصدراً زراعياً أساسياً يعتمد عليه سكان تلك المحافظات، نظراً لأهميته الاقتصادية والسياحية والتراثية، وما يحظى به من متابعة ودعم من وزارة البيئة والمياه والزراعة ممثلة بفرعها بالمنطقة وهيئة تطوير المناطق الجبلية وشركة أرامكو السعودية، من خلال ما تسهم به تلك الجهات في تأهيل المدرجات الجبلية والاستفادة من تقنية حصاد مياه الأمطار.
وأوضح فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة جازان في تقريره الصادر حول شجرة البن وطرق زراعتها أن مراحل زراعة شجر البن تبدأ بإعداد وتجهيز البذور في أكياس الإنبات المهيأة في أماكن الزراعة، وحفظ البذور بوضعها في أكياس خشنة في مكان بارد وفي الضل لفترة زمنية ما بين (3 – 4) أشهر، بما يضمن بقاءها صالحة للإنبات وبنسبة عاليةل ، فيما تبدأ المرحلة الفعلية لزراعة البن بحرث الأرض مرتين قبل زراعة البذور لإزالة الحشائش والأعشاب والصخور وكل ما يعيق نمو الشتلات التي يشترط لزراعتها وجود تربة طينية غنية بالعناصر الغذائية وعميقة جيدة للصرف، وتمديد شبكة الري لتوزع المياه على الشتلات مع مراعاة أن يكون هنالك وقت للزراعة خلال فترتي الصباح والمساء، مع الحرص على سقيها مباشرة بعد زراعتها، وتوفر أجواء دافئة خالية من الصقيع وكميات عالية من الأمطار، وغالباً ما يحتاج المزارع لري الأشجار في فترة الجفاف في الصيف والخريف، غير أنه يفضل عدم الري في بداية الشتاء لتحفيز الأشجار على الإزهار، كما يجب التركيز على الأملاح الذائبة في مياه الري نظراً لحساسية البن من الملوحة.
وتتطلب أشجار البن رعاية خاصة من المزارع من خلال توفير السماد المناسب إذ يعد البوتاسيوم والنيتروجين والفسفور من أهم العناصر المطلوبة لتغذية الأوراق البالغة النشطة قبل الإزهار، فضلاً عن عملية تقليم الأشجار بإزالة الأفرع بغرض زيادة نمو الأشجار الصغيرة وتعريض قلب الشجرة لضوء الشمس والتخلص من الأفرع الضعيفة أو المكسورة أو الجافة، ويفضل أن تكون الأشجار على ساق واحد في السنة الأولى، وتزال الأغصان المتدلية والأغصان القريبة من الأرض ويقطع الساق الرئيس في السنة الثانية على ارتفاع متر, فيما تترك الثمار على الأشجار القوية في بداية السنة الثالثة وتزال والأغصان الضعيفة واليابسة أو المصابة، ويقطع الساق الرئيس على ارتفاع 1،6 متر , ليبقى ارتفاع الشجرة عند حدود مترين.
وتعد مرحلة الإنتاج وقطف حبوب البن الخولاني السعودي “القهوة العربية” هي المرحلة الأخيرة التي عادة تكون في السنة الثانية من عمر الشجرة إذا كانت الشتلة قوية وسليمة وزرعت في بيئة ملائمة، مع العمل على إزالة الثمار في السنتين الثانية والثالثة لإعطاء فرصة للشجرة في مزيد من النمو، ولا تتم عملية قطاف ثمار البن وتجميعه إلا بعد أن تصبح الثمار حمراء اللون لتأخذ وتجفف تحت أشعة الشمس، وتتم عمليات فرزها بيعها، لتستخدم بعد تقشيرها وتحميصها وفق رغبة وعادات وتقاليد كل مجتمع من المجتمعات كواحد من أفضل أنواع القهوة ليس على مستوى الوطن فحسب، بل وعلى المستوى العالمي وفقاً لعدد من الدراسات العلمية والشهادات المقدمة من الكثير من الجهات الداخلية والخارجية.