عرفت شجرة المورينجا (البان) التي تغنى العرب على مر العصور بطولها وجمالها وعظيم فوائدها، بعدة أسماء بحسب المناطق التي تزرع بها، ومنها (المورينجا أوليفيرا)، و”عصا الطبل”، وكذا “الشجرة المعجزة”؛ لما تمتاز به من قدرة على التكيف في البيئات المختلفة، ولضخامتها وارتفاعها الذي يتجاوز 9 أمتار تقريبًا.
وتعود تسمية هذه الشجرة بـ”المورينجا” أو “الشجرة المعجزة”؛ نظرًا لقيمتها الاقتصادية والغذائية وفوائدها الصحية لما تحويه من عناصر غذائية وفيتامينات ومعادن ومضادات للأكسدة تسهم جميعها في حماية الخلايا من التلف، وتعزيز جهاز المناعة وخفض ضغط الدم وتقليل الدهون في الجسم.
وتُزرع شجرة “المورينجا” من خلال غرس البذور الناضجة في أي وقت على مدار العام، أو عن طريق غرس شتلات منها أو أغصانها في فصل الخريف تحديدًا، كما أنه لا يشترط لزراعتها وجود الأرض الزراعية الخصبة؛ إذ تستطيع النمو في الأراضي القاحلة والحارة، والجافة ونصف الجافة، وفي المناطق الصحراوية والجبلية المعتدلة والدافئة؛ نظرًا لقدرتها العالية على تحمل الجفاف والصقيع المعتدل، وعدم حاجتها إلى مياه وفيرة؛ إذ يمكن أن تكتفي بمياه الأمطار لتظل على قيد الحياة لعدة سنوات.
وفي جولة لوكالة الأنباء السعودية بإحدى مزارع أشجار “المورينجا” أوضح المزارع عبدالعزيز المروعي أن رحلته مع زراعة هذه الشجرة بدأت منذ أكثر من 10 سنوات تعهّد خلالها مزرعته بالرعاية والتطوير حتى وصل عدد أشجارها حاليًا لأكثر من 10000 شجرة.
وبيّن أن زراعة الشجرة والاستفادة منها كمنتج تمر بمراحل عدة بداية من الزراعة ثم القطف والغسيل والتجفيف عبر مرحلتين الأولى تتمثل في استخدام المنتج على حالته الطبيعية من خلال تعبئتها وبيعه في عبوات أو أكياس، فيما يتم في المرحلة الثانية طحن الأوراق في مطاحن خاصة وتعبئتها في عبوات زجاجية أو بلاستيكية صحية، في حين يتم عصر البذور في معاصر خاصة بالمورينجا، ويتم تعبئتها في عبوات زجاجية معتمة تحمي المنتج من الضوء وأشعة الشمس قبل وأثناء عرضها للبيع.
وإن كانت زراعة شجرة المورينجا في المنطقة تعد من الزراعات الحديثة، إلا أنها تشهد توسعًا في زراعتها من قبل المزارعين، بل وحتى من الأهالي الذين يقومون بزراعتها في منازلهم؛ نظرًا لفوائدها الصحية ومنظرها الجمالي الذي يزين ساحات ومداخل المنازل.