حافظ الحرفيون التقليديون في جازان على صناعة الفخار؛ كتراث حضاري ارتبط بحياة الأهالي واستخدامهم للأواني الفخارية في معيشتهم منذ القِدم، وكمورد اقتصادي متجدد، استمر منافسًا أمام مختلف الأواني الحديثة .
واستخدم الحرفيون منذ فترات زمنية طويلة ؛ الطين الأحمر لصناعة الفخار بعد عجنه بترابٍ من الأودية، لتشكيل الأواني الطينية، حيث عرَفت اليدُ الحرفية الماهرة تقنيات مختلفة لتشكيل الفخار وفقًا لأنواع الطين المستخدم وصلابته وليونته وتحمله للحرارة العالية وذلك بمهارة عالية، تسبق مرحلتي التجفيف والحرق لمنح الفخار الصلابة المناسبة .
وتنوعت الصناعات الفخارية منذ نشأتها للوفاء باحتياجات الأهالي المعيشية آنذاك، فأبدع الحرفيون أوانٍ للطبخ والأكل والشرب، ومن ذلك ” الميفا أو التنور” الذي يُستخدم لطهي أنواع الطعام والوجبات الشعبية كالحنيذ والشوربة والمغش ، و “المركّب ” وهو وعاء مجوف يستخدم كموقد ، و” الجرة ” التي تستخدم لحفظ الماء وتبريده ، و “الحيسية” وهي على شكلٍ إسطواني وتُصنع بها وجباتٌ شعبية متنوعة .
ومن بين الأواني الفخارية تبرز “الجبنة “، وهي الدلة الفخارية التي منحت ذائقة ونكهة مميزة للقهوة في جازان منذ سنوات، فضلًا عن ” الفناجيل الطينية ” التي ارتبطت مع ” الجبنة ” كجزءٍ من ثقافة القهوة القديمة ، إلى جانب كثير من أواني الطهي والشرب التقليدية التي حافظت على وصفها الأساسي ووظيفتها منذ سنوات طويلة .
وتنتشر حتى الوقت الحالي معامل تقليدية قديمة في أطراف بعض القرى بمحافظات جازان، حيث يُحافظ حرفيو جازان على مهنتهم، في وقت تعرض فيه الأسواق الأسبوعية بمحافظات جازان أنواع الأواني الفخارية كمنفذ تسويقي مهم لبيع تلك الأواني وتسويقها .