صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها بعنوان (صناعة السلام ) : تلعب المملكة دوراً خاصاً ومحورياً في صياغة موقف عالمي، تساهم في تشكيله من أجل استتباب آفاق السلام وسيادة القانون ووحدة الاستقرار، فهي تغرس نصب الخير على خارطة الكون بقيمها الراسخة التي تتفرد بها لتحقيق ديمومة آمنة لمستقبل البشرية.
وأعتبرت أن مبادرات المملكة وجهودها مؤخراً انصبت في مجال العمل البيئي ومكافحة التغير المناخي، لتحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وتحقيقاً لجهود الاستدامة الدولية لهذا المجال فقد سعت المملكة وشركاؤها الإقليميون والدوليون في إتمام أواصر مجالات نقل المعرفة وتبادل الخبرات، ما يسهم في تحقيق انخفاض كبير في الانبعاثات الكربونية العالمية، إلى جانب تنفيذ أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم.
وقالت في إطار ذلك شكلت القمة الأولى لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الرياض في الـ25 من أكتوبر 2021، كتفعيل أول حوار إقليمي بشأن المناخ في المنطقة.
وأضافت : تضطلع المملكة بدور عالمي وريادي يمكنها من خلاله تعظيم مواردها عبر سياستها الخارجية، ومواقفها الثابتة التي حققتها الدبلوماسية السعودية من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، وقواعد القانون الدولي التي تحدد إطار السلوك العام للدول والمجتمعات، فمن خلال سلم منهجها وتماشيها مع قوانينها دون التعارض مع مواقفها وسياستها الخاصة وشأنها الداخلي الذي بكل حزم تنتصر من خلاله لمبدأ السيادة عبر علاقاتها بين الدول، والتي تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل، فكل دولة لها حقها في إدارة شؤونها الداخلية وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
واشارت الى ما يواجهه العالم اليوم من بيئة الركود الاقتصادي، وزيادة المنافسة الجغرافية الاستراتيجية، وتآكل المؤسسات، وتقلص دورها عن السابق لم يغيّب المملكة عن تركيزها الخاص تجاه نفسها، وتحقيق مصلحتها الوطنية، لكنها بذات الوقت باشرت دعمها المستمر للعمل الإنساني للمتضررين في النزاعات والفيضانات والحرائق، ومدت جسور الشراكات من أجل تنفيذ سياستها وخبراتها المتكاملة من جانب الإدارة الفعالة للتوترات ومواجهة التحديات العالمية.
وختمت : من خلال الشراكات التي تتمتع بها المملكة مع مجموعة كبيرة من المنظمات الدولية بصفتها مساهماً رئيساً في بناء السلام على مدى سنوات عديدة، على الجانبين السياسي والاقتصادي فإن توسيع قاعدة المشاركين لبناء السلام، وتقديم حلول أكثر شمولاً، يأتي من العمل المتسق والقائم على هذه المبادئ الذي من شأنه أن يعزز دائمًا مجالات التأثير على مختلف الصّعُد.