صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها بعنوان ( المثال السعودي ) : نقلت المملكة جهود مواجهة التغير المناخي، من دائرة النظريات والتحذيرات إلى مرحلة التنفيذ والتحرك الفعلي، فمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ليست أقل من خطوة كبرى في مجال كبح ظاهرة احترار الكوكب، ومواجهة تداعيات التغير المناخي، ثم جاء الإعلان السخي بتخصيص مبلغ 2.5 مليار دولار دعماً لمشروعات المبادرة ليؤكد عزم المملكة على المضي قدماً في المبادرة الطموحة والمصيرية في الآن ذاته.
وأضافت : الاحتباس الحراري ليس نظرية مفترضة أو سيناريو خيالياً مبالغاً فيه، بل هو واقع باتت تداعياته تمس العالم حقاً، وأصبحت التقلبات المخيفة للطقس أمراً ملموساً في العالم برمته، وفي المنطقة على نحو خاص، ونخص منطقتنا بالنصيب الأكبر من مخاوف التغير المناخي، إذ أنها منطقة حارة بطبيعتها ومن شأن ارتفاع معدل درجات الحرارة أن يشكل خطراً وجودياً على سكانها وبيئتها، وخلق موجات كارثية من الجفاف وظواهر الأعاصير والفيضانات غير المسبوقة. لذا فإن التحرك القوي للمملكة للمساهمة في الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي ليس ترفاً بل حاجة ماسة استشعرها سمو ولي العهد، فأعلن عن مبادرات جدية سواء على صعيد التوجه نحو الطاقة المتجددة، أو خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى أقرب مستوى ممكن من الصفر، وكذلك على صعيد القيام بإجراءات فعالة للتكيف مع تداعيات تغير المناخ، وهنا قدمت المملكة للعالم نموذجاً واقعياً في سبل مواجهة أزمة المناخ المصيرية، بعيداً عن المساومات الدولية، والحسابات الضيقة التي عطلت الوصول لإجماع عالمي في هذه القضية الحاسمة، أو أنتجت قرارات ظلت حبراً على ورق.