من يعرف طبيعة سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية يعي أنه من النادر بل من المستحيل أن تغير اي موقف لها لأنها لا تتخذ أي موقف الا وقد وضعت له كل الدراسة في صورة حكيمة انتهج قادتها فعله طيلة تلك السنوات الماضية وهو نهج أستمر منذ عهد المجدد للمملكة العربية السعودية الحديثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود واستمر الأمر مع أبنائه الملوك
نعلم أن المملكة العربية السعودية إتخذت موقف الحياد من الحرب في أوكرانيا رغم محاولة كل الأطراف جذبها إليه ولكن بقي الموقف السعودي ثابت وهذا يعود لثقة القيادة أنه القرار الصحيح والذي يتماشى مع كل القوانين الدولية والإنسانية ومصلحة المملكة لكن ماحدث من تغيرات في الحرب هناك وتدخل أطراف خارجية بشكل مباشر بقوات بشرية وأسلحة متنوعة و التي قد تعد محظورة وذلك لاستخدامها ضد العزل والبنى التحتية والمحطات الخدمية وهنا اقصد تدخل النظام الإيراني في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل غير إرضاء حليفها الروس فهل يحدث هذا التدخل العسكري من إيران تغير في الموقف السعودي دعونا نفصل أو نحلل ما الذي سوف ينتج عن الحلف الإيراني الروسي بعيداً عن طبيعة العلاقة بين السعودية ونظام إيران الحاكم هناك فإن خلاف السعودية مع إيران ضد نظامه وليس ضد الشعب الإيراني ومن يعتقد أن أساسه مذهبي جانبه الصواب خلاف المذاهب منذ أكثر من ألف سنة اي قبل أن تكون هناك دولة إيران أو المملكة وان هناك اختلاف مذهبي داخل الدولتين وهم في تعايش بينهم
الموقف السعودي سوف يستمر في ثابته على موقفه لعلمه بصحة الإختيار
تدخل إيران قد يجر المسلمين إلى حرب في قلب أروبا اذا لم يكن هناك موقف من الدول الإسلامية تجاه إيران وان موقفها يحيل الحرب إلى حرب دينية نتمنى ألا نصل إليها وهو ما أراده الروس حين استعان بالشيشان وهو أمر يختلف عن تدخل نظام إيران الذي جاء أساساً على وضع داخلي إيراني بشع وفيه الركون الى ضمانة قوية في مجلس الأمن في حال تطور الوضع وهو المتوقع حدوثه
في محصلة الأمر نحن كمسلمين لا نقبل أن تتخذ إيران موقفاً يمثل الإسلام وأن أتخذ النظام موقفه فهو يخصه ولا يعم المسلمين وهذا أمر لا يكون إلا من خلال الدول الإسلامية بكل تجمعاتهم